الشيخ. ب
أعاد
استلام وزارة السكن أشغال مشروع جامع الجزائر الأمل لكثير من الجزائريين الذين
توجسوا خيفة من تعثر تلك الأشغال، حين كان الأمر بيد وزارة الشؤون الدينية، ولم
تمض سوى أسابيع قليلة حتى أثبت وزير السكن عبد المجيد تبون أن رئيس الجمهورية لم
يرتكب خطأ حين كلفه بمتابعة المشروع الذي شهد تقدما كبيرا في ظرف وجيز..
وتوالت
تطمينات وزير السكن بخصوص الذي جامع الجزائر الذي يُنتظر أن يكون الأكبر في
إفريقيا، وثالث أكبر مساجد العالم بعد الحرمين الشريفين، فبعد أن أكد تبون أن
مشروع "الجامع" لن يتأثر بأزمة انهيار أسعار النفط، ولن تمسه سياسة
التقشف، جاء التصريح الأخير بخصوص سير الأشغال، وإمكانية جاهزية المشروع في سبتمبر
من العام القادم لتشكل بشرى جديدة لمن يدركون قيمة وأهمية هذا الصرح الحضاري الذي
لن يكون مسجدا فقط ـ ولو أن ذلك يكفيه شرفا ـ إذ سيكون جامعا وجامعة ومركزا للبحث،
كما يمكنه أن يصبح ملجأ في حالة الكوارث لا قدّر الله..
كل
هذه المعطيات تشكل بشرى لشرفاء الجزائر، وصدمة للتغريبيين الذين يكونون قد شعروا
بالألم وهم يتابعون تصريح وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون الذي قال
يوم السبت 14 فيفري 2015 أن وتيرة إنجاز جامع الجزائر عرفت تحسنا كبيرا خلال
الأسابيع الأخيرة مما سيسمح باستدراك التأخر المسجل وتسليم المشروع في سبتمبر 2016،
علما أن جهات تغريبية كانت "تحلم" بتعثر أشغال المشروع، ووقفت لفترة
طويلة ضده، وقد جاهرت بذلك .
تبون ذكر خلال زيارة تفقدية لمشروع الجامع الواقع
بالمحمدية (شرق العاصمة) رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن الأشغال
تشهد تسارعا في الوتيرة حيث انتقلت الآن إلى المستوى الذي يسمح باستلام المشروع في
الآجال المقررة.
وبعد حل جميع المشاكل العالقة التي كانت تعترض تقدم
الأشغال لاسيما ما يتعلق بالتنسيق بين مكتب الدراسات وشركة الانجاز فإنه سيتم
تقليص التأخر المسجل في المشروع والمقدر بسنة ونصف إلى حوالي تسعة أشهر حسب
الوزير.
وصرح قائلا "يمكننا القول الآن بأن القطار وضع على
السكة. نحن جد متفائلون بخصوص استلامه في الآجال المسطرة".
ومقارنة بالشهر الماضي فإنه يمكن ملاحظة التقدم الحاصل
في الأشغال حيث انتقل عدد الأعمدة الموضوعة من ثمانية (8) إلى أكثر من 120 كما
انتهت قاعة الصلاة والمنارة من مرحلة بناء الاساسات.
وينتظر أن يتم خلال الشهرين المقلبين الانتهاء من وضع
جميع الاعمدة وانجاز طابقين جديدين من المنارة مع استكمال وضع هيكل قاعة الصلاة
باستخدام حديد التسليح.
كما يتوقع الانتهاء من أشغال أنجاز الملاحق (المكتبة
والمركز الثقافي ودار القرآن) قبل جوان المقبل.
من جهته كشف السيد عيسى أن دائرته الوزارية شرعت في
تكوين الائمة والقيمين على الجامع قصد ضمان التأطير الديني والفقهي اللازمين مع
استلام المشروع.
وأضاف أن الجامع الكبير
"سيكون معلما حضاريا يشكل واجهة ورمزا للجزائر المستقلة".
يذكر أن جامع الجزائر الذي سينجز على أكثر من 20 هكتارا
يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بطول 270 م ومكتبة
ومركز ثقافي ودار القرآن فضلا عن الحدائق ومرآب ومباني الإدارة والحماية المدنية
والأمن وفضاءات للإطعام.
وتشرف على أشغال المشروع الذي أطلق مطلع 2012 المؤسسة
الصينية "سي أي سي أو سي".
ومن المقرر ان يشكل جامع الجزائر قطبا جذابا ذو بعد ديني
وثقافي وعلمي يجمع بين الأصالة والحداثة لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز.