يحل على الجزائريين،
شأنهم شأن شعوب الأمة الإسلامية قاطبة، بعد أيام قليلة، شهر رمضان الفضيل، خير
شهور العام على الإطلاق، وبينما يستعد بعض الذين يريدون أن يصنف صيامهم في خانة
صيام "خاصة الخاصة" للشهر الكريم ببرنامج مميز للعبادة، يغرق كثيرون في
مطاردة الماديات والبحث عن أشهى الوجبات وأفضل برامج التلفاز والمسلسلات..
وتعليقا على مثل هذه
المظاهر والظواهر، كتب الشيخ أبو اسماعيل خليفة، وهو إمام بسيدي بلعباس في الجزائر،
معلقا:
أعجب ويعجب معي غيري
عندما نرى البعض في جهد جهيد للاستعداد لشهر رمضان المبارك، ولكن بماذا؟.. بمشتهيات
الجسد، دقيق وزيت ولوز وسمن وعسل وغير ذلك، وتراهم يجدّدون الأفرشة وأواني المطبخ،
ويعيدون طلاء بيوتهم.
لا نعدو الحقيقة إن
قلنا: إنّ هؤلاء جانبوا الرشاد، وحادوا عن الصواب، إنهم يجرّدون أيام رمضان
ولياليه الثمينة من روحانيته، ويحولونه ميدانا يتسابقون فيه إلى إشباع شهواتهم
الجسدية مبالغين ومسرفين.
نقول لأمثال هؤلاء:
إن الاستعداد للصيام ليس في إعداد الطعام والحلوى، وإنما في تنقية البطن من الحرام،
وتطهير القلب من الآثام.
إن الصيام مخالفة
للشهوات، وليس مسابقة وتفرغا واستعدادا للمشتهيات.. إن الصيام عبادة لا شهوة، وإن
الجنة حفت بالمكاره، وإن النار حفت بالشهوات.
نعم.. إن الصيام
عبادة لا عادة، فلنكن رشداء، فلا تذهب أتعابنا سدى، ولتكن استقامتنا في هذا الشهر
كفارة لما قبله، وتدريبا لما بعده.