-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

مخطط الدم في غرداية!



يؤكد متتبعون أن الفتنة الدامية في ولاية غرداية، التي أوقعت خلال الأيام الأخيرة عشرات القتلى والمصابين في عز رمضان، ليست مجرد "هوشة طائفية دامية" كما يحاول البعض تصويره، بل جزء من مخطط دموي رهيب و"مؤامرة كبرى".. لـ"تفجير الجزائر"، وإدخالها في دوامة من الفوضى، انطلاقا من منطقة ميزاب، بعد أن أخفقت مخططات سابقة في إدخال الجزائر نفق الدم الذي دخلته العديد من البلدان العربية في السنوات الأخيرة.
وتشير بعض المعطيات إلى أن جهات مشبوهة، تنشط في الخفاء، تستغل العصبية العاطفية لدى بعض المنتسبين إلى المذهبين المالكي والإباضي لإثارة نعرات تنتهي بجرائم قتل مروعة، يراد من خلالها إدخال منطقة غرداية أولا في "حرب أهلية"، ثم الزج بالجزائر كلها في أتون الفتنة الدامية التي تأتي على الأخضر واليابس، وهو ما تفطنت له السلطات التي يبدو أنها عازمة هذه المرة على التعامل بحزم شديد، مع الاستعانة بالجيش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما ينبغي أن يتفطن لها أبناء غرداية الذين ظل تعايشهم طيلة قرون دليلا على سمو أخلاقهم وتضامنهم، قبل أن يفعل "التخلاط" فعلته..

مخططات الدماء
فضحت الأحداث الأليمة التي عاشتها ولاية غرداية في الأيام الأخيرة جانبا من مخططات الدماء التي تنسجها أجهزة استخباراتية عربية وأجنبية بهدف إثارة الفوضى والقلاقل في الجزائر، والعمل على تركيعها، ووجه متتبعون أصابع الاتهام إلى إحدى جارات الجزائر المعروفة بعلاقاتها "الودية" مع الكيان الصهيوني، وهي الجارة التي يبدو أنها تنسق مع جهات أخرى لضرب استقرار بلادنا.
ولم تعد "المؤامرة الأجنبية" على الجزائر مجرد فرضية تلوكها بعض الألسن في الجزائر، حيث تشير قراءات وتحاليل أجنبية، مسنودة بوقائع ومعطيات، إلى أن ما جرى ويجري في غرداية هو جزء من لعبة خطيرة تلعبها بلدان عربية وأجنبية، ترمي من خلالها، على المدى البعيد، إلى تقسيم الجزائر، أو على الأقل إدخالها في دوامة من الفوضى التي تأتي على الأخضر واليابس.
وبعد أيام من "ثورة" الجزائر على التقرير الحقوقي الأمريكي المشبوه، انفجرت الأوضاع بشدة في غرداية، وقد ربط متتبعون بين هذا وذاك، للإشارة إلى شبهة تورط بعض الأجهزة الاستخباراتية العالمية الخبيثة في مخطط لتفجير وتدمير الجزائر، مع استغلال الفتنة المذهبية التي لا يمكن إنكارها في غرداية.
وبعد أيام من قيام صحافة دولة مجاورة للجزائر بالترويج لتكرار سيناريو سوريا بالجزائر، عاشت غرداية يوما شبيها بأيام سوريا أ ليبيا، حين سقط العشرات بالرصاص، وهو ما يثير الشبهات حول تورط هذه "الجارة" في مأساة غرداية!

ماذا تريدون من الجزائر؟
حذرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان الدولية من وجود خطط لجهاز المخابرات العسكرية لدولة مجاورة للجزائر لإثارة اضطرابات سياسية واسعة داخل بلادنا "تقف وراءها عقدت عدة لقاءات بمعارضين جزائريين داخل دول الاتحاد الاوروبي".
وحذر المتحدث الإعلامي للمنظمة زيدان القنائي، في بيان لها من افتعال أحداث طائفية داخل الولايات الجزائرية على غرار أحداث ولاية غرداية الجزائرية وهو ما شهدته الجزائر بالفعل خلال الايام الماضية.
من جانبها، قالت صحيفة "راي اليوم" اللندنية ان الجزائر مستهدفة من دول عربية واجنبية بهدف زرع الفتنة فيها من خلال احداث غرداية لتكرار السيناريو الليبي والسوري، وأفادت الصحيفة في افتتاحيتها أنها تملك معلومات "تؤكد ان الجزائر باتت مستهدفة من قوى عالمية وعربية لتمرير مشاريع التقسيم والتفتيت التي تحاك الآن للدول العربية".
وأوضحت الصحيفة التي يملكها الإعلامي الفلسطيني المخضرم عبد الباري عطوان: "عندما نقول ان الجزائر مستهدفة، فاننا نعي ما نقول، ونملك المعلومات التي تؤكد ذلك، فالسيناريو الدموي المصحوب بالتدخلات العسكرية الخارجية، الذي رأيناه يتبلور في ليبيا، وبصورة اخرى في سوريا، كان من المقرر له ان ينتقل إلى الجزائر بكل تفاصيله، ولكن فشله في سوريا حتى الآن، رغم الدمار والقتل والتخريب والتمزق، هو الذي أجّل وصوله إلى الجزائر، ونقول أجّل لاننا ندرك، ان القوى التي تقف خلف هذا المخطط، وبعضها عربية للأسف، اعتقدت ان النظام في سوريا سينهار في غضون أيام أو أسابيع على الأكثر، قبل ان تنقل أدواتها إلى الجزائر".
وأثنت الصحيفة اللندنية على الشعب الجزائري الذي يلعب، حسبها، دورا كبيرا لاحباط هذا المخطط سواء بسبب وعيه، ورفضه الاستجابة لأدوات التحريض وباذري بذور الفتن، أو لأنه تعلم من تجربة حرب التسعينات، واستوعب دروسها الدموية، وبات على قناعة راسخة بمقاومة اي تكرار لهذا الكابوس.
كما أشادت "رأي اليوم" بالتعايش بين الجزائريين والذي دام لقرون وفشل حتى الاستعمار الفرنسي في النيل منه، مستغربة كيف تظهر اليوم هذه النعرات المذهبية لتهدد وحدة الجزائر كبلد.

حسن نصر الله: "ما يحضّر الآن للجزائر خطير جداً"
صرح الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله "ان ما يحضر للجزائر حالياً خطير وهو تحت عنوان طائفي"، لافتاً إلى ان الغرب يريد تقديم الصراع في المنطقة على انه طائفي.
وأكد نصر الله في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي ان إسرائيل تعبر عن سعادتها بالحروب الاهلية المنتشرة في المنطقة وتعمل وتساعد بمخابراتها على تسعير هذه الحروب، ووصلت وقاحتهم إلى الدعوة لتحالف اسرائيلي عربي لمواجهة الارهاب.
وتابع حسن نصر الله بقوله: ''ما يحضّر الآن للجزائر وللأسف الشديد تحت عنوان طائفي، كانوا دائماً ـ أنا ليس لدي معلومات تفصيلية، ولا أدعي الإحاطة بهذا الملف ـ ولكن عندما كان يقع مشاكل في بعض المناطق كانت تتحدث بعض وسائل الإعلام عن خلاف عرقي أو على أساس عرقي، أي عرب وأمازيغ، ولكن أنا شاهدت في الأيام الماضية بعض الفضائيات الأجنبية الناطقة باللغة العربية تتحدث عن صراع بين المالكيين والأباضيين، أي أن الغرب يريد أن يقدم الصراع على أنه صراع مذهبي وطائفي، وهذا الذي يُعمل عليه على مستوى المنطقة ككل."


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020