-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

هذه أسرار أهم قرار في عهد بوتفليقة



وصف الكاتب الصحفي حبيب راشدين قرار حل "الدي آر آس" واستبدالها بهيئةٍ أمنية جديدة تحت اسم "مديرية مصالح الأمن" ـ المعروفة اختصارا بـ"الدي آس آس" ـ بالقرار الأهم الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله لحكم الجزائر سنة 1999.
وفي تقدير حبيب راشدين، فإن القرار هو بلا شك أهمّ وأبرز إصلاح في قلب الدولة يمكن أن يُحسب للرئيس، الذي يكون قد وفق في إخراج المؤسسة العسكرية ـ وبرضاهاـ من اللعبة السياسية، ووجّهها نحو وظائفها الدستورية الأصيلة، كما يكون قد نجح في تحقيق فصل صريح ومستحق في الوظائف الأمنية، بالفصل بين الأمن العسكري الذي ألحق بأركان الجيش، وبقية الوظائف الأمنية التي هي من اختصاص السلطة السياسية المدنية، والتي يُفترض أن تكون خاضعة للرقابة والمساءلة، ومطالبة بقدر من الشفافية.
وفي مقال حمل عنوان "الاستخبارات.. من المؤسسة الجيش إلى الفضاء المدني"، نشرته صحيفة الشروق اليومي في عدد الأربعاء 27 جانفي 2016، كتب راشدين يقول أن القرار الأخير بإلحاق المؤسّسة الاستخباراتية برئاسة الجمهورية، وإخراجها من حضن مؤسسة الجيش، بدا وكأنه هو الهدف الذي اشتغل عليه الرئيس منذ ولايته الأولى، وكان يحتاج إلى خطواتٍ حذرة ومتدرّجة، وإلى عبورٍ آمن لكثير من حقول الألغام، بطمْأنة المؤسّسة العسكرية أولا، وطمأنة كبار الضباط المنتسبين للمديرية في هيئاتها الثلاث الرئيسة ثانيا، حتى لا يتأثر عملها والبلد معرّض لكم هائل من التحديات والمخاطر الأمنية.
وبرأي الكاتب، فإن الرئيس وحده كان يمتلك الرؤية والسلطة والجرأة على إحداث هذه النقلة النوعية، التي أخرجت ـ وللمرة الأولى منذ الاستقلال ـ المؤسسة الإستخباراتية من حضن مؤسسة الجيش إلى الفضاء المدني الذي يمكن مراقبته مستقبلا، وإخضاعه لقوانين الجمهورية، وليس صدفة أن توكل قيادة المؤسّسة باسمها الجديد إلى جنرال هو في حكم الإطارات المدنية، له صفة مستشار ورتبة وزير، كمرحلة تحضيرية لمرحلةٍ قادمة يُثبّت فيها الطابع المدني للمؤسسة، وربما يكون في ذهن الرئيس التحضير لتنفيذ مشروع قديم بانشاء وزارة سيادية أمنية، تتولى مهمة التنسيق بين مختلف المؤسسات الأمنية.
وتعجب راشدين لغياب ردود أفعال ذات شأن لدى الطبقة السياسية على قرار حل "الدي آر آس" واستبدالها بهيئةٍ أمنية جديدة تحت اسم "مديرية مصالح الأمن"، وقال أن ذلك يُفسَّر بأحد الأمرين: إما أن السلطة قد أخفقت في التسويق لهذا القرار مع ما له من تداعيات جد إيجابية على مسار ترسيخ الدولة المدنية، أو أن الطبقة السياسية لم تتوقف كثيرا عند أبعاد القرار الذي يتجاوز حدود تصفية ملف تفكيك "الدي آر آس" بعد ترحيل رئيسها الأسبق الفريق توفيق، والذي كان محض تفصيل في مسار معقد لإعادة توحيد موطن صناعة القرار في هرم السلطة.
وقال راشدين أنه لو "أن الرئيس اكتفى بترحيل الفريق توفيق، لكان حق لبعضهم القول إن إجراءات إعادة هيكلة "الدي آر آس" هي محض تصفية حساب في سياق ما يوصف بصراع الأجنحة، وقد ذهب بعضهم إلى اتهام الرئيس بتفكيك وضرب المؤسسة الأمنية، بدافع الانتقام مما نُسب لها من معارضة صريحة لمسار العهدة الرابعة، أو لأنها تكون قد ضايقت محيطه بملفات لها صلة بالفساد، غير أن قرار إلحاق المؤسسة بمؤسسة الرئاسة، تحت تسميةٍ جديدة، نسف معظم هذه المضاربات، كما نسف الخطابَ الذي روّج له في الأشهر الأخيرة حيال استئثار محيط الرئيس بالقرار وربما بالحكم".

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020