رحل الكاتب الصحفي المصري
البارز محمد حسنين هيكل، حاملا معه إلى قبره العديد من الأسرار، منها أسرار اللقاء
الذي جمعه بالرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين الذي التقاه على مدار قرابة الـ12
ساعة، في ثلاث جلسات جرت منتصف سبعينيات القرن الماضي.
وبعد عودته إلى مصر، طال
انتظار الجزائريين مطالعة الحوار "التاريخي" بين الزعيم الجزائر وعملاق
الصحافة العربية، غير أنه لم يُنشر حتى رحيل صاحبيه، ما فتح باب التأويلات
والتفسيرات واسعا.
ولعل أقوى تفسيرين لعدم نشر
الحوار هما: أن هيكل يكون قد لاحظ أن قناعات بومدين "الثورية" لا تنسجم
مع توجهات النظام المصري الذي كان يتجه، حينها، بخطى ثابتة نحو التطبيع مع بني
صهيون، وأن هيكل ربما خشي عقد مقارنات بين بومدين وجمال عبد الناصر، قد لا تصب في
صالح هذا الأخير..
وأيا كان السبب الذي منع
هيكل من نشر حواره مع بومدين، فهو قد فوّت علينا فرصة كبيرة لمعرفة كثير من أسرار
مرحلة بومدين وفكره..
