-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

شكرا للحرائق التي "كادت" أن تحرر فلسطين!



الحرائق التي شهدتها العديد من المناطق الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، صنعت الحدث و"البهجة" عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها الجزائريون بشكل كبير، وطالب بعضهم بمساعدة بني صهيون ـ من باب الإنسانية ـ بإرسال طائرات محملة بشحنات من البنزين يتم صبها فوق مناطق اشتعال النيران!
وإن كان أي كاره للإرهابيين الصهاينة قد ابتهج بالحرائق التي أكلت بعض مستوطناتهم، فإن العاقل لا يطمع أن تحرر هذه الحرائق فلسطين.. حتى ولو احترق الملايين منهم.. فمن أراد أن تتحرر القدس وغيرها من مدن فلسطين، عليه أن يشمر على ساعديه ويلتمس أسباب النصر، لا أن ينتظر أن تفعل ذلك الحرائق بدلا منه!
الدكتور عبد الرازق مختار محمود أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة أسيوط المصرية كتب مقالا متميزا عن الموضوع، بعنوان "إسرائيل تحترق وماذا بعد؟!!"، جاء فيه:
انتشرت كالنار في الهشيم تلك الأخبار التي تزف إلينا أن إسرائيل تحترق، وأن أسباب الحرائق غير معلومة، فتارة يقولون متعمدة، وتارة أخري يقولون نتيجة إهمال، كما أن إسرائيل تلهث وراء مساعدات من تركيا وروسيا وإيطاليا واليونان، وذهبت التأويلات، وتمادت الصيحات، وتعالت الرغبات؛ بأن الله من فوق سبع سماوات قد انتصر لحرمان القدس من الأذان، وهو كذلك، وأخبرتنا تلك الأخبار وكأن الملائكة نزلت مزججة ببراميل متفجرة، تصب النار علي إسرائيل، وربما أيضا هي كذلك.
تُرى ما هذا الذي وصلنا إليه؟ هل هكذا ننتصر؟ هل النصر يأتي هكذا، ونحن في سبات عميق في بيوتنا، وفرقتنا تاج فوق رؤوسنا، نعم إن التعليق على هكذا حوادث أمر خطير، يحمل في ثناياه الضرر أكثر مما يفيد، فماذا لو خرجت إسرائيل من تلك الحرائق متعافية؟ هل معني ذلك أنها انتصرت على كل ما ذكرنا، وهل معنى ذلك أن الله خذلنا أم خذلنا أنفسنا.
هل الانتصار للأذان، واسترداد الحقوق، والغلبة علي إسرائيل تأتي بضرب الودع، وقراءة الطالع، والتحليق في الأبراج، والتطلع لحركه الأنواء. ما هكذا كنّا يوم كانت لنا الريادة على كل العالم، وما هكذا تأتي الحقوق. إسرائيل لن تحترق إلا بفعلنا، لن تحترق إلا بعملنا، لن تحترق إلا بعلمنا، لن تحترق إلا بقدرتنا. إسرائيل سوف تحترق قبل أن تحترق إذا كانت جامعاتنا ومدارسنا في الصدارة، ومصانعنا محلقة في سماء العالمية، نعم حتما ستحترق إذا غزت منتجاتنا كل الأسواق. إسرائيل سوف تحترف إذا توحدنا علي هدف واحد، وهو أننا ينبغي أن يكون لنا موضع قدم في عالم الغد، وبذلك نتخلص من ذلنا، ونبتعد بالقصعة عن كل أكلتها، نعم التوحد ثم التوحد.
وأخيرا أحب أن ألفت نظر أولئك الذين يتعلقون بالسماء، وحقيق عليهم أن يتعلقوا، أقول لهم إن الله حسم هذا التعلق، ووضع له الشروط؛ حتي يأتي المدد، وتنزل الملائكة، ويفعل الله فيهم وبهم الأفاعيل، عليكم أولا أن تنصروا الله: انصروه عملا، وانصروه علما، وانصروه خلقا، وانصروه قدوة، وانصروه أملا يملأ الكون، وحينها فقط سوف ينصركم قدرة، ينصركم غلبة، ينصركم مددا، وينصركم فوق التوقع، وما بعد التخيل، فقط انصروه وحتما سينصركم، هكذا قال، وهكذا وعد، وهكذا سبق القول. وأخيرا أبدا لن تزول إسرائيل ولن تحترق إلا بذات الأسباب التي بها نبتت فهي نبتت عَلى جثث تخلفنا، وعلي مخلفات فرقتنا، وعلي رفات خيانتنا، ولن تزول إلا على صهوة عملنا، وعنفوان وحدتنا، وعبق علمنا.


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020