ـ الشيخ بن خليفة ـ
أتنصرون رسول الله المصطفى محمدا
صلى الله عليه وسلم، سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، وخير خلق
الله أجمعين وتسبون ربه الذي أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الحق
بإذنه وسراجا منيرا؟
إذا كانت طريقتكم المثلى لنصرة
المصطفى هي تعليق لافتات ضخمة في الملاعب عليها عبارات "حماسية" من نوع
"فداك روحي يا رسول الله".. و"إلا رسول الله"، ثم ترديد
"أغنيات" سب الذات الإلهية، وترديد الشتائم المبتذلة.. فحري بنا دعوتكم
إلى الكف عن نصرة رسول الله إلى حين توقفكم عن التطاول على مُرسله إلينا وإلى
البشر أجمعين..
من شاهدوا مباراة مولودية العلمة
ووفاق سطيف، في جولة رفع الستار على البطولة الوطنية لكرة القدم المسماة
بالمحترفة، وبينها وبين الاحتراف أشواط وأشواط ـ سواء بالملعب أو على شاشة
التلفزيون ـ صُدموا من هول ما تلقفت آذانهم من كلام قبيح يُفترض أن لا يتلفظ به
إنسان عاقل في العالم، فكيف به إذا صدر من فم إنسان عاقل دينه الإسلام يرفع رايات
تعبر عن الغضب من الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..
لقد أشعرتنا هبّة المسلمين في كل
مكان لنصرة رسول البشرية جمعاء بأن أمة الإسلام ما تزال على قيد الحياة، وبأن
المسلمين "مازالوا واقفين"، ولا شك أن من في قلوبهم مرض من المشركين
والملحدين والصهيو صليبيين والمنافقين سيفكرون ألف مرة قبل الإقدام على مثل ما
أقدم عليه أصحاب الفيلم القذر، ولكن بعض المسلمين الذين "مازالوا واقفين"
وقعوا في مجموعة من المخالفات الشرعية التي تجعل نصرة النبي الكريم بهذا الشكل تصنف
في خانة الإثم والعدوان، بدلا من أن تكون في خانة البر والتقوى..
لا لنصرة الرسول إذا كانت وسيلة
النصرة هي قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ولا لنصرته بترويع الآمنين مسلمين
كانوا أو غير ذلك من الذميين..
تكفينا المآسي التي تجعل المسلم
عاجزا عن رفع رأسه في مشارق الأرض ومغاربها بسبب ما جنى عليه أدعياء الإسلام من
القتلة وسفاكي دماء الأبرياء، ولا لنصرة الرسول بطرق تُغضب الرسول الكريم نفسه
وتُسخط الله علينا، فيتبرأ منّا الرسول الأمين ونبوء بخسران عظيم في الدنيا ويوم
يقوم الناس لرب العالمين..