الإبراهيمي يتحدث عن "اغتيال" بومدين
عاد الوزير الأسبق للتربية والثقافة والإعلام الدكتور
أحمد طالب الإبراهيمي ليتحدث عن "اغتيال" الرئيس الأسبق هواري بومدين،
ملمحا إلى وجود يد صهيونية، وتواطؤ عربي في النهاية الغامضة للرئيس الجزائري
الراحل، وهي النهاية التي وصفها مرشح رئاسيات 1999 بغير العادية.
وذكر الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في الجزء الثامن من
برنامج حوار في الذاكرة الذي تبثه القناة الأولى للإذاعة الجزائرية أن وفاة الرئيس
الراحل هواري بومدين لم تكن عادية، ولم يستبعد أن تكون لإسرائيل وبعض الدول
الغربية "مسؤولية" في "اغتيال" الرئيس الجزائري "الذي كان
يريد قلب العالم رأسا على عقب.. بعدما تحدى العالم بحركة عدم الانحياز واستعمل
النفط كورقة ضغط على الدول القوية.. وكذلك محاولة خلق نظام اقتصادي جديد".
من جهة أخرى، قال الإبراهيمي أن بومدين لم يجد معارضة في
الداخل بعد الإطاحة بنظام أول رئيس للجزائر أحمد بن بلة في 19 جوان 1965 إلا أنه
تعرض لبعض الانتقادات من دول عربية وشقيقة واستطاع أن يخرج من هذه الدائرة بفضل
إستراتيجيته في تسيير المراحل سواء داخل الوطن أو خارجه.
عندما غضب
بومدين من جمال عبد الناصر
ذكر الإبراهيمي أن الرئيس الراحل هواري بومدين أظهر
مواقف جريئة خلال توليه الحكم في الجزائر، خاصة بعد قطع العلاقات مع الولايات
المتحدة الأمريكية سنة 1967 ومع الأردن سنة 1969 فيما عرف بأيلول/ سبتمبر الأسود.
وفي نفس السنة -يضيف نجل البشير الإبراهيمي- أطلقت
الولايات المتحدة مشروع روجرز الذي نص على وقف إطلاق النار وفتح قناة السويس والذي
وافقت عليه مصر والأردن وكذلك إسرائيل إلا انه قوبل بالرفض من الجزائر وسوريا
والعراق، وتسبب هذا القرار بالنسبة لبومدين في ظهور أول خلاف مع جمال عبد الناصر.
ويقول الإبراهيمي إن بومدين انزعج من مشروع روجرز،
وأغضبه عدم ذكر القضية الفلسطينية فيه، وكان يعتبره طعما لاستدراج الدول العربية
المتنازعة مع تل أبيب.
من جهة أخرى اعتبر الإبراهيمي أن ما حدث سنة 56 و67 هو
عدوان صهيوني، وان العرب دخلوا أول حرب ضد العدو الإرهابي الصهيوني سنة 73، مؤكدا
أن الراحل بومدين سافر في 14 أكتوبر إلى موسكو وتجاذب مع رئيس الاتحاد السوفياتي
ليوند برجنيف حيث انتقد بومدين سياسة موسكو في دعم حلفائها وقارنها بدعم واشنطن
المفرط لإسرائيل مما ترك الرئيس السوفياتي يحرج ويطلب منه أن يدفع "كاش"
من أجل تزويد الدول العربية بالأسلحة.
بومدين أخطأ
وأصاب
أقر وزير التربية والثقافة والإعلام الأسبق طالب
الإبراهيمي أن بومدين ارتكب أخطاء أثناء فترة حكمه من 1965 إلى 1978.
وقال الإبراهيمي إن بعض الأخطاء التي حدثت في فترته كانت
جانبية إلا أنها التصقت به، مجيبا على سؤال "لماذا لم يتفطن بومدين لنقل رفات
العقيدين سي الحواس وعميروش من مكان دفنهما بالولاية السادسة إلى مقبرة العالية؟"
قائلا أن هذا الأمر ربما لم يتفطن له بومدين ولم يهمله قاصدا.
وذكر الإبراهيمي أن الرئيس بومدين بدأ منذ سنة 1974 بالتفكير
في الميثاق الوطني وانتخابات البرلمان مبرزا ذكاء بومدين الذي وصفه بـ"رجل
الدولة" و"الرجل المرحلي الذي يحترم خطواته".
وقد كلف الإبراهيمي بإبلاغه أثناء إحدى السفريات معه
بضرورة تنظيم انتخابات رئاسية من أجل كسب الشرعية الشعبية وكان بومدين محبوبا لدى
الجماهير الجزائرية لخطابه البسيط وتواضعه مع مختلف الشرائح.
الجزائر قبل
العائلة..
خلال اللقاء الإذاعي المذكور تحدث الإبراهيمي بكثير من
الإعجاب عن أخلاق بومدين وذكر أنه في إحدى الاجتماعات مع وزرائه دخل عليه مدير
التشريفات وناوله ورقة فأكمل بومدين مجلسه الوزاري إلى النهاية دون أن يلحظ عليه أحد
شيئا من التوتر، وبعدها علم الوزراء بأن بومدين فقد والده، ويقول الإبراهيمي أنه
تحادث معه بالهاتف وطلب منه ألا تتناول الصحافة الموضوع. وحينها كان يشغل
الإبراهيمي منصب وزير الثقافة والإعلام.
ومن حرص رئيس الجزائر آنذاك على عدم خلط الأمور قال
الإبراهيمي إن بومدين منع رابح بيطاط الذي كان يشغل منصب وزير النقل من منح شقيق
بومدين رخصة شاحنة وطلب عدم إدخال عائلته في الحكم، مضيفا ان بومدين كان ينظر إلى
المال على أنه متاع الغرور.


عمتَ مـساءاً أخـي الشيـخ... صحّـا فطـورك.. و طـابت أوقـاتـُك بكُل خير..
ردحذفو فعـلاً.. فـضـلُـوع اليد الصهيُونيّـة الـغـادرة في مُـلابسات وفـاة الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله.. كانت من البديهيات و المُسلّمـات التي أيقـنتُهـا على نحو ذاتي و فردي و تلقائي مـُـذ كنتُ طـفـلاً صـغـيراً.. و بريـئـاً...!!!
و بمُـجـرّد أن بـدأتُ أعـي من كـان بـومـديـن...؟ و كيف و متى توفّـي...؟
و إن لم أحظى بشرف مُعايشة فترة حُكمه... فـأنـا من جيل –الشاذلي- رحمة الله عليه هو الآخر..
لكن و حسب من عايـشُـو زمن بومديـن، فـقـد عاشت الجزائر حينذاك عصرها الذهبي... و إن تـخـلّلته الكثير من الأخطـاء و الإخـتـلالات.. فالكمـال لله وحـدَه...
جزاك الله خيراً في الختام، و كذا الدكتور المُخضرم طالب الإبراهيمي.. و علاوةً على البرنامج الإذاعي الذي ذكرته، فأنا أتابع له عبر الجزيرة هذه الأيام.. حلقات حوار أجريت معه في برنامج –شاهد على العصر-
فهو رجُل يحمل في جعبته الكثير من الملفّـات و الأرشيف المليء بالوقائع و الحقائق المُلمّة بتاريخ الجزائر على مداه البعيد و القريب...
و لعله تحضرُني الآن وصيّة خالدة للدكتور طالب الإبارهيمي.. ظلّ صداها يتردّد على مسامعي منذ نطق بهـا إلى يومـنـا و سيـظـلّ.. و هـو يوصي شباب الجزائر بضرُورة الإلتحام و الإعتصام بالوطـن، و يُـحذّرهُـم من مغبّة الإنسياق خلف أشكال الصراعات الطائفيّة البينيّـة... كالصّراع السُـنـي-الشيعي.. و ما إلى ذلـك...
صحّ سحُورك، و في أمـان الله.