هل
نبالغ إن وصفنا شباب اليوم بـ"شباب الزطلة والإكستازي"؟.. طبعا لا نقصد
جميع الشباب، ففي كل جيل وكل مكان هناك الخيّرون وهناك السيئون وهناك من هم وسطا
بين هؤلاء وأولئك، خلطوا عملا صالحا بآخر غير صالح..
الأرقام
الأخيرة التي تقدمها بين الحين والآخر المصالح المختصة ودراسات الباحثين، تشير إلى
أن "الزطلة وأخواتها" أصبحت بين أيدي مئات الآلاف وربما ملايين الشبان
والشابات الذين لا يبالون بكونها محرّمة تحريما قطعيا، ولا بكونها ضارة كثيرا
بصحتهم، فلا الوازع الديني ولا الرادع الصحي يقف حائلا دون استمرار تفشي ظاهرة
تعاطي المخدرات التي تؤدي إلى ظواهر كارثية أخرى جعلت مجتمعنا يغرق في الرذيلة
والتفسخ والانحلال..
قبل
أسابيع، كشفت مصالح أمن ولاية وهران أنه تم تسجيل تفاقم لترويج الأقراص المهلوسة
وخاصة من نوعي "ريفوتريل" و"إكستازي".
وقال رئيس الأمن الولائي بوهران مراقب الشرطة صالح
نواصري: "لقد لاحظنا اتساعا في ترويج الأقراص المهلوسة بوهران في الآونة
الأخيرة بالنظر إلى عدد القضايا ذات الصلة بهذا النشاط الإجرامي التي عالجتها
مصالحنا خلال عام 2015".
وقد حجزت
مصالح الأمن الولائي السنة الماضية خلال عدة عمليات نحو 99 ألف قرص مهلوس أغلبيتها
من نوعي "إكستازي" و"ريفوتريل" مقابل نحو 12 ألف قرص خلال سنة
2014 أي بزيادة تعادل 8 أضعاف.
وقد
أسفرت التحريات التي قامت بها مصالح الشرطة القضائية لوهران خاصة فرقة مكافحة
المخدرات على حل قضايا هامة مكنت من تفكيك عصابات للمتاجرة بالأقراص المهلوسة
البعض منها كانت بحوزتها أسلحة بيضاء ونارية.
و"أمام التدابير الصارمة لمكافحة المتاجرة بالقنب
الهندي (الكيف المعالج) اتجه نشاط ترويج المخدرات أكثر نحو الأقراص المهلوسة"
حسب ما ذكره المسؤول نفسه الذي أشار إلى طابع هذا النشاط لترويج المخدرات الخفيفة.
وحسب نفس الحصيلة تم توقيف 1.023 شخصا في قضايا متصلة
بالمخدرات منهم 220 متورطا في بيع المخدرات. وقد شهدت سنة 2014 توقيف نحو 800 شخص ـ
في ولاية وهران وحدها ـ في إطار مكافحة المخدرات.
ولا
شك أن الأمر لا يقتصر على عاصمة الغرب الجزائري فقط، فالكارثة عامة، والمأساة
شاملة.. ولسنا ندري ما الذي تفعله الأسر لإنقاذ أبنائها، والمدارس لتربية تلاميذها
ووسائل الإعلام لتقويم جماهيرها؟.. وهل تقوم المساجد بدوره اللازم في توعية وإصلاح
مرتاديها؟..
نسأل
الله أن يعيد إلى هذا المجتمع رشده..