"سنة مخيفة" ذلك ما يبدو أن سنة 2012 تستحق أن توصف به،
فسنة شهدت ما لا يقل عن 190 ألف جريمة، وعددا كبيرا من حوادث خطف وقتل الأطفال،
وعددا كبيرا أيضا من حوادث انتحار الصغار الذين باتوا، كما الكبار، يضيقون ذرعا
بوجودهم على قيد الحياة في زمن لا يرحم..
صحيح أن السلطات نجحت إلى حد بعيد في تحجيم النشاطات
الإرهابية، وقضت على عدد معتبر من الدمويين وقادتهم، ولكن ذلك لم يمنح للجزائريين
حياة آمنة، فالإجرام المنظم وغير المنظم، وجد طريقه، بسهولة، كـ"بديل جاهز"
للإرهاب، ليكون شر خلف لشر سلف، وليقدم للجزائريين طيلة السنة الدموية 2012 وجبات
مقززة من جرائم التقتيل والترويع والخطف والاغتصاب والاعتداءات المختلفة..
ولم تكن الاعتداءات على الأشخاص الوجه البائس الوحيد
لسنة 2012، فقد تزايدت قضايا الفساد التي أصبحت "وجبة دسمة" للقضاة
والقضاء، ولم يعد يثير الاستغراب أن يتابع مسؤولون كبار، أو صغار، في قضايا اختلاس
وفساد قذرة..
من أجل ذلك كله، يتطلع الجزائريون، وهم يطوون صفحة
"سنة مخيفة" لعام "نظيف"، لا فساد فيه ولا جرائم، وحتى نكون
واقعيين، وجب علينا القول بأن سنة بعدد قليل من الجرائم وقضايا الفساد سيكون عاما
رائعا للجزائر والجزائريين، وكل يوم وساعة ودقيقة ولحظة وأنتم بخير..