عين على الكاميرا الخفية..
فزعت وأنا أشاهد برنامجا تليفزيونيا اسمه "الكاميرا الخفية" وفي هذا يظهر المذيع بذراع مكسورة في الجبس ويطلب
من شاب أن يساعده في كتابة خطاب لأبيه ثم يبدأ يملي عليه خطابا كله أكاذيب..
فهو يدّعي لأبيه أنه كف عن شرب السجائر مع أنه يدخن
ويدعي أنه تخرج بتفوق وأخذ الدبلوم مع
أنه مازال طالبا.. إلخ.. إلخ..
وسلسلة وقحة من الأكاذيب..
مع ذلك نرى الشاب يكتب ما يملي عليه
من أكاذيب وهو يضحك وكأنما هو أمر طبيعي جدا أن نكذب على الآباء ونخدعهم..!
ويتكرر المشهد مع عدد من شباب الجامعة دون أن يقف واحد ليمزق ما يكتب ويرفض أن يعين الكاتب على الكذب..
مشاهد مخجلة حقا..
هل أصبح الصدق غريبا على شبابنا لهذه الدرجة؟
وهل بات من الطبيعي أن يكون الأب مخدوعا.. والابن خادعا؟
متى يعود الكبير كبيرا؟
ومتى يعود الصغير صغيرا؟
إن عمارة الكون تؤذن بانهيار.. إن لم
يصحح هذا الذي فسد في علاقات الناس فيعود الكبير كبيرا.. ويعود الصغير صغيرا ويعرف كل واحد قدره.
د. مصطفى محمود
من كتاب "وبدأ العد التنازلي"