ب. الشيخ
عادت ظاهرة انتهاك حرمة شهر رمضان الفضيل لتصنع الحدث في
بعض مناطق القطر الوطني، ولحسن الحظ كان رجال الدرك الوطني، بالدرجة الأولى،
وغيرهم من مستخدمي مختلف أجهزة الأمن، بالمرصاد لـ"وكالين رمضان" الذين
يجدون من يدافع عن وقاحتهم من أبواق تغريبية "تتعاون" على تشجيع هذه
الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، من خلال الادعاء بأن انتهاك حرمة رمضان يدخل ضمن
الحريات الشخصية وحقوق الإنسان.
وبينما تفاجأ المواطنون بأخبار تتحدث عن مداهمة قوات
الأمن والدرك، في بعض المناطق، لأوكار يجتمع فيها "وكالين رمضان"
لـ"انتهاك" حرمة سيد شهور العام، ولا يكتفون بخطيئة عدم الصيام بلا عذر،
بل يتبعونها بخطيئة استفزاز مشاعر
الصائمين من خلال الأكل والشرب جهارا نهارا.
وأمام هذه الظاهرة المشينة، كانت السلطات الأمنية بالمرصاد،
ووضعت يدها بحزم وجدية على عصابات تجد في انتهاك حرمة رمضان حرفة لها لبث البلبلة
في صفوف المجتمع الجزائري والإخلال بالنظام العام.
وقد أوقفت مصالح الدرك والأمن في الأيام الأخيرة عددا من
"وكالين رمضان" الذين "حرصوا" على المجاهرة بمعصيتهم، ورغم
سوء ما يصنعون فقد وجدوا بعض الأبواق العلمانية تدافع عنهم بدعوى الحرية الشخصية
حينا، وحقوق الإنسان حينا آخر.
وذكرت مصادر متطابقة أن مختلف أجهزة الأمن نجحت في
الأيام الأخيرة في توقيف عدد من المجاهرين بانتهاك حرمة رمضان، ووضعهم رهن الحبس
الاحتياطي حيث تمت محاكمة بعضهم، وصدرت في حقهم أحكام بين الحبس والغرامة المالية
بتهمة انتهاك حرمة رمضان والإخلال بالنظام العام والآداب العامة، بينما يُنتظر أن
تتم محاكمة آخرين في القريب العاجل، ليكونوا عبرة لمن يعتبر، خصوصا أن بعض هؤلاء
لم يتردد في استفزاز الصائمين من خلال إقدامه على تناول الطعام في أماكن عمومية،
وهو ما يعاقب عليه القانون بشدة.
وإذا كان تصدي الدولة الجزائرية، بمختلف أجهزتها الأمنية
والقضائية، لـ"وكالين رمضان" أمرا عاديا ومطلوبا ويستحق التنويه، فإن ما
يثير السخرية هو قيام بعض الجهات والأبواق التغريبية المعروفة بانحرافاتها
الإيديولوجية وأفكارها العلمانية بالدفاع عن منتهكي حرمة رمضان، حيث لم تتردد بعض "الأقلام"
التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان في إبداء "سخطها" على السلطات والدعوة
إلى الإفراج عن "وكالين رمضان"، لأنها ترى في انتهاك حرمة الشهر الفضيل
أمرا عاديا وربما مطلوبا، ولا غرابة أن يصدر ذلك في بعض الصحف التي تعتبر نفسها
وطنية وهي تسبح ضد تيار المجتمع الجزائري المسلم..
وببساطة، يبدو أن هؤلاء يريدون أن يعيشوا على الطريقة
الباريسية ـ مثلما يفكرون ـ في الاراضي الجزائرية، والحمد لله أن في الجزائر رجال
واقفون يتصدون لأفكار هؤلاء التي لا مكان لها في بلد يدين أكثر من 99 بالمائة من
أبنائه بالإسلام.
ومعلوم أن القانون الجزائري يعاقب على المجاهرة بانتهاك
حرمة رمضان، وهو لا يعاقب على عدم صوم رمضان، فلم يسبق أن سمعنا أن الأمن داهم
منزل شخص "وكّال رمضان".. ولكن حين يتعلق الأمر بالمجاهرة بهذه المعصية
ـ نسأل الله هداية أصحابها ـ يصبح تدخل السلطات مطلوبا، بل وواجبا أيضا..
شرطة فلسطين تتصدى لـ"وكالين
رمضان"!
في
الوقت الذي ترهقنا الأبواق التغريبية بحكاية حقوق الإنسان والحريات الفردية وهي
تدافع عن "وكالين رمضان" جهارا نهارا، وتُخوّف متتبعيها من إقامة دولة
"جزائرستان" على طريقة "طالبان"، وتحاول أن تسوق كل ما تستطيع
من حجج تبني عليها خرافة ضرورة ترك منتهكي حرمة الشهر الكريم "على
راحتهم"، لا تتردد شرطة فلسطين، رغم الاحتلال، في التصدي لـ"وكالين رمضان"،
غير مبالية بالقوانين التي كرستها سلطات الاحتلال الصهيوني.
وألقت
الشرطة الفلسطينية في مدينة نابلس، يوم الأحد، القبض على 4 أشخاص، بتهمة انتهاك
حرمة شهر رمضان.
وقالت
الشرطة الفلسطينية في بيان: إنه بناءً على معلومات وردت لها، حول وجود اشخاص
يقومون بالإفطار جهراً في أحد منتزهات المدينة، تحركت قوة من الشرطة إلى المكان،
وتم إلقاء القبض على 4 أشخاص أثناء إفطارهم، وانتهاكهم لحرمة الشهر الفضيل في
المنتزه.
وأوضح
البيان أنه تم أحالة الأشخاص الأربعة الى قسم التحقيق، وتوقيفهم لحين إحالتهم الى
النيابة العامة، لإتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.
الأمن يداهم أوكار "وكالين
رمضان" بالمغرب!
هل يعلم المدافعون عن "حرية وكالين رمضان" الذين
يصدعون رؤوسنا بالمقارنات والمقاربات أن الأمن والدرك الجزائريين
"حنونين" كثيرا قياسا إلى نظرائهم في بعض الدول الشقيقة، وليأخذوا مثالا
على ذلك بالمغرب، حيث لا يتردد الأمن في مداهمة الأوكار السرية لمنتهكي حرمة
رمضان، ولا يكتفي بمطاردة المنتهكين جهارا نهارا..
وفي
هذا الصدد أفادت مصادر إعلامية مغربية أن مصالح الأمن بمدينة سلا داهمت أوكارا
ومخابئ سرية لعدد من "وكالين رمضان"، وألقت القبض على عدد كبير منهم.
وقالت
المصادر ذاتها أن فرقة من الشرطة القضائية والأمن العمومي اقتحمت مقهى شعبية كان
صاحبها يغلق أبوابها على زبائنها المنحرفين، حيث يشرعون في تدخين المخدرات
والسجائر، بعد تناول وجبات خفيفة في عين المكان.
وحسب
المصادر ذاتها، فإن الشرطة القضائية انتقلت إلى أماكن سرية وشبه مهجورة محيطة
بشاطئ مدينة سلا، حيث ألقت القبض على مجموعة من "وكالين رمضان"،
وأحالتهم على البحث. ومن المرتقب أن يحال الأظناء جميعا على النيابة العامة في
حالة اعتقال، لمتابعتهم طبقا للمقتضيات القانونية، ذلك أن الجزائر ليست الوحيدة
التي يعاقب قانونها "وكالين رمضان".
علماء الدين يحذرون
ومعلوم
أن الفقهاء وعلماء الدين الإسلامي يحذرون منتهكَ حرمة رمضان عمدا، من خطورة ما
يقترفه من أوزار وآثام عظيمة، لأن الصوم من أركان الدين.
وحفلت
السنة المشرفة بالوعيد الشديد لمن ترك الصوم دون مبرر وعذر شرعي، فعن أبي أمامة
الباهليّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينا أنا نائمٌ إذْ
أتاني رجُلانِ فأخذا بِضبْعيَّ - الضَّبْع هو العضُد- فأتيا بي جبلاً وعِرًا،
فقالا: اصعَدْ فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهِّله لك. فصعِدْتُ حتى إذا كنت
في سواء الجبل إذا بأصواتٍ شديدةٍ، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل
النار، ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشقَّقة أشداقُهم، تسيل
أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يُفْطِرون قبل تَحِلَّة
صومهم" رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصحَّحه الألبانيُّ. وقوله
"قبل تحلة صومهم" معناه: يُفطرون قبل وقت الإفطار.
نسأل
الله العفو والعافية والمعافاة..