-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

تيارت.. بين جنة التنمية ونار البيروقراطية

تيارت.. في قبضة البيروقراطيين؟


يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الخميس 1 أوت 2013 بزيارة عمل وتفقد الى ولاية تيارت تندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يعاين خلالها عددا من المشاريع التنموية ذات الطابع الإقتصادي والإجتماعي والرياضي بهذه الولاية التي تشهد حركية تنموية كبيرة، لكنها تشهد في المقابل ممارسات بيروقراطية "خطيرة" تعرقل تلك الحركية.

هذا برنامج زيارة سلال
وبالولاية التي مازال بعض سكانها بلا تيار كهربائي ـ على غرار بعض أرياف منطقة ماتلاز بالسوقر ـ يُنتظر أن يطلع السيد سلال خلال هذه الزيارة التي تدوم يوما واحدا على مدى تقدم وتنفيذ المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية في قطاعات الفلاحة والتنمية الريفية والسكن والعمران والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والتجارة والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة.
وفي مستهل الزيارة سيعاين الوزير الأول الذي يقود وفدا وزاريا هاما ببلدية الحموني ورشة إنجاز خط السكة الحديدية باتجاه واحد (غليزان-تيارت-تسيمسلت).
كما سيطلع بعاصمة الولاية على مركز التلقيح الإصطناعي ويشرف على عملية توزيع عقود الإمتياز لفائدة الشباب.
ويتضمن برنامج زيارة الوزير الأول أيضا بعاصمة الولاية إطلاق مشروع 1900 سكن إجتماعي تساهمي والإستماع إلى عرض حول القطب الحضري الجديد شمال شرق-الزمالة.
وسيزور السيد عبد المالك سلال جامعة "ابن خلدون" أين سيقدم له عرض حول إقامة جامعية جديدة من ألفي (2000) سرير وكذا 2000 مقعد بيداغوجي.
كما سيعاين ببلدية تيارت وحدة خاصة لتربية الخيول وورشة إنجاز مركب للطفولة والأمومة.
وسيشرف السيد سلال خلال هذه الزيارة على تدشين بمدينة تيارت مركز إسلامي ثقافي ومركز لتصفية الدم وملعب وذلك قبل أن يوزع عقود الإستفادة من المحلات على أصحابها.
وفي ختام هذه الزيارة الميدانية سيترأس الوزير الأول السيد عبد المالك سلال بدار الثقافة إجتماعا موسعا لممثلي المجتمع المدني.

حراك تنموي.. ولكن..
تعيش ولاية تيارت التي سيزورها الوزير الأول اليوم حركة تنموية كبيرة في مختلف المجالات بفضل المشاريع الهامة التي استفادت منها خلال العشر سنوات الأخيرة.
وقد أحدثت هذه الحركة التنموية المتسارعة تحولات جوهرية على الواقع الإقتصادي والإجتماعي لهذه الجماعة المحلية من الهضاب العليا التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 917 ألف نسمة مما ساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وتتربع الولاية على مساحة قدرها 20050 كيلومتر مربع متنوعة التضاريس حيث ترتفع مدينة تيارت بـ1080 متر عن سطح البحر كونها تقع على جبل غزول الذي يعتبر جزءا من السلسلة الجبلية للأطلس التلي.
كما تتبوأ تيارت موقعا استراتيجيا يجعل منها همزة وصل تربط بين ولايات الشمال الغربي من الوطن وولايات الجنوب حيث تحدها من الشمال ولايتي غليزان وتيسمسيلت ومن الجنوب الأغواط والبيض ومن الغرب معسكر وسعيدة ومن الشرق ولاية الجلفة.
وبالنظر لهذا الموقع يجرى حاليا ربط الولاية بواسطة السكة الحديدية بمناطق الشمالية للوطن وذلك من خلال خط تيسمسيلت-تيارت-غليزان وكذا خط سعيدة-تيارت الذي يعتبر شطرا من خط الهضاب العليا الذي سيربط تبسة بجنوب ولاية سيدي بلعباس.
وتأتي مشاريع هذه الهياكل القاعدية لتدعيم مطار بوشقيف وشبكة من الطرقات بطول 2412 كيلومتر التي حظي البعض منها بمشاريع ازدواجية أو إعادة إعتبار وتجديد خلال المخططين الخماسيين الحالي والسابق.
وتمتلك الولاية المتشكلة إدارية من 14 دائرة و42 بلدية موارد طبيعية مهمة منها 1.609.900 هكتار من الأراضي الفلاحية منها أزيد من 705 ألف هكتار صالحة للزراعة و142.966 هكتار من مناطق السهوب.
وقد سمحت الجهود المبذولة من أجل تثمين هذه الموارد إلى رفع إنتاج الحبوب بالولاية من 3ر1 مليون قنطار سنة 1999 إلى 6ر5 مليون قنطار الموسم الفلاحي الماضي وتطوير إنتاج الحليب من 48 مليون لتر إلى حوالي 82 مليون لتر في نفس الفترة.
كما تحتضن تيارت مركز الخيول "شاوشاوة" الذي يعتبر من أكبر مركز تربية الخيول تجاوزت شهرته حدود الوطن. وهو يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة.
ورافق الجهود المبذولة بالقطاع الفلاحي مضاعفة الاهتمام بالري الفلاحي حيث تم منذ 2002 انجاز 14 حاجزا مائيا جاءت لتدعيم في هذا المجال سدود الولاية الثلاثة(الدحموني وبخدة وبوقارة) بطاقة 100 مليون متر مكعب.
وإلى جانب القطاع الفلاحي استهدفت الحركة التنموية تأهيل النشاطات الاقتصادية وترقية الإستثمار من خلال تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية.
وخصص في هذا الاطار مبالغ مالية هامة لتهيئة مناطق النشاطات بكل من فرندة وقصر الشلالة ومدريسة ومهدية وإستحداث منطقتين صناعيتين بتيارت على مساحة إجمالية قدرها 630 هكتارا لتدعيم المنطقة الصناعية الحالية التي تتربع على مساحة 317 هكتارا ومناطق النشاطات التسع بالولاية.
يذكر أن ولاية تيارت تتوفر على قاعدة صناعية تضم عدة شركات منها مؤسسة العربات الصناعية ومؤسسة السباكة ومؤسسة صناعة البطاريات وصناعة الاعمدة الكهربائية وستتدعم قريبا بتجسيد مشروع مصفاة للبترول بطاقة 5 ملايين طن في السنة.
وقد رافق التنمية الاقتصادية تطور مماثل في جانب الخدمات لاسيما في قطاع الصحة الذي يضم ستة مستشفيات ومركزا متخصصا في الأمراض العقلية بطاقة اجمالية تقدر بـ1534 سريرا.
وتعزز القطاع في السنوات الأخيرة بإنجاز 19 عيادة متعددة الخدمات مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات الطبية وقسم للإستعجالات وسيتم قريبا إستلام مركز للأمومة والطفل.
كما تدعم قطاع التربية في الفترة من 2008 إلى 2012 بانجاز 16 ثانوية و22 متوسطة و35 مجمعا مدرسيا و55 مطعما مدرسيا.
ومن جهته حظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالرفع من طاقة جامعة "عبد الرحمان بن خلدون" بإنجاز 7.000 مقعد بيداغوجي و4.000 سرير ومطعمين جامعيين ومرافق أخرى حيث تتسع هذه المؤسسة الجامعية حاليا إلى أزيد من 20 ألف مقعد بيداغوجي.
أما قطاع التكوين والتعليم المهنيين فقد شهد إنجاز أربعة مراكز للتكوين المهني بكل من مدريسة والسوقر وعين الحديد وحمادية وتيارت ومعهدين وطنين متخصصين بتيارت وقصر الشلالة.
وقد حظي قطاع السكن باهتمام كبير حيت استفادت الولاية بين 1999 إلى 2009 من 45.538 وحدة سكنية في مختلف الصيغ أنجز منها 44.245 وحدة وستستلم 2278 أخرى قبل نهاية السنة الجارية.
وفي مجال الربط بشبكة غاز المدينة فقد قفزت نسبة التغطية بالولاية من 37 من المائة سنة 1999 إلى 75 من المائة حاليا وذلك عبر 33 بلدية.
وكانت الولاية قد استفادت من غلاف مالي قدره 6 ر5 مليار دج برسم البرنامج الخماسي الجاري لربط 6817 مسكنا بشبكة توزيع الغاز الطبيعي على مستوى عشر بلديات.
وفي جانب التموين بالمياه الصالحة للشرب وصلت نسبة الربط بالشبكة إلى 97 من المائة و96 من المائة بالنسبة لشبكة الصرف الصحي.
وستتدعم عملية التزويد بالماء الشروب من خلال مياه البحر المحلاة التي ستجلب انطلاقا من محطة التحلية بمرسى الحجاج (وهران) وذلك بحجم 13 ألف متر مكعب يوميا.
وبخصوص الجهود المبذولة لتطوير قطاع الشباب والرياضة فقد أسفرت في الفترة من 1999 إلى السنة الماضية عن إنجاز 17 مركب رياضي جواري و60 ساحة لعب جوارية و4 قاعات متعددة الرياضات علاوة على 4 مسابح نصف أولمبية و6 دور للشباب ومرافق رياضية وشبانية أخرى.

بيروقراطية "قاتلة"
وفي مقابل المشاريع التنموية التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، تضرب البيروقراطية والمحسوبية والعديد من الممارسات المقيتة بأطنابها في عمق عدد كبير من المصالح الإدارية بالولاية التي مازال بعض موظفيها يعتقدون أنهم بصدد فعل "مزية كبيرة" لمجرد استصدار شهادة ميلاد.. وهو واقع مؤسف، دفع كثيرين إلى "الهجرة" سواء إلى ولايات أخرى، أو إلى خارج الوطن، ويدفع كثيرين إلى اليأس من إمكانية إنعاش الولاية تنمويا.. واقع يتحمل مسؤوليته المسؤولون والمواطنون على حد سواء، في انتظار إصلاح ما يمكن إصلاحه..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020