رغم التساهل الذي أبداه وزيرنا لشؤون الدين السيد محمد
عيسى بخصوص "وكالين رمضان" ـ هداهم الله ـ ومعابد اليهود ـ أخزى الله
الصهاينة ـ إلا أن أمريكا ـ دركي العالم ـ لم ترض عنه حين راحت "تلعن"
وضع الأديان في الجزائر.
أمريكا التي لن ترضى عنا إلا إذا اتبعنا ملتها زعمت ـ من
خلال أحدث تقارير وزارة خارجيتها بشأن الحريات الدينية في الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا ـ أن هناك تضييقا على غير المسلمين، وأن هناك تضييقا على "وكالين
رمضان"..
ويبدو أن السي عيسى الذي يبدو أكثر "مرونة" مع
"وكالين رمضان" والصليبيين، وحتى اليهود، سيكون مضطرا بأن يقدم وعودا
للسيدة واشنطن بأن تلتزم السلطات مستقبلا بتقديم وجبات ساخنة لـ"وكالين
رمضان"، وتفتح معابد للهندوس وعبدة الشيطان والعياذ بالله إن أراد الفوز
برضاها!..
ومن المؤسف أن تمر السخافات التي حملها التقرير الذي
أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص الجزائر "مرور الكيران" ولا ترد
عليها الجزائر رسميا، وكأنها راضية بما ورد فيه، موافقة لما حمله..
ولعل من أبرز سخافات التقرير السنوي الأمريكي حول
الحريات الدينية، قوله أن انتهاك بعض الجزائريين لحرمة رمضان بإفطارهم في ساحة
عمومية جهارا نهارا "أمر إيجابي يستحق التشجيع"، يعكس ـ حسب مزاعم معدي
التقرير ـ حرية المعتقد واحترام الجزائر لخصوصية مواطنيها في تطبيق الشعائر
الدينية، كما ادّعى التقرير أن من أقدموا على هذه الخطوة هدفهم إظهار التسامح
الديني والتحرر من القيود الإسلامية التي فرضت الصيام، ومن المؤسف أيضا أن تعتبر
أمريكا انتهاك حرمة رمضان فعلا يستحق التشجيع، وتشيد بتعامل الجزائر ـ وتساهلها
الشديد ـ مع "وكالين رمضان"، وهو ما يعد تشجيعا على الخروج عن أعراف
المجتمع الجزائري المسلم، بل وتحريضا على الارتداد عن الدين الحنيف، وهو ما يجعلنا
نذكر قول الله تعالى:
"وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى
يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
صدق الله العظيم
للإشارة، فقد تطاولت وزارة الخارجية الأمريكية كذلك على قانون
الأسرة الجزائري المستمد من أحكام الشريعة الإسلامية، بدعوى أنه يمنع المرأة من
الزواج بالمسيحيين أو اليهود، ويشترط الولي لتزويج الفتاة، ويمنع المواليد الجدد
من الحصول على أسماء مسيحية، زاعمة أن هذه الإجراءات تتنافى مع حريات المعتقد
والتحول الديني.
كما حث التقرير الأمريكي الجزائر بطريقة غير مباشرة على
رفع القيود عن التنصير، وفتح الكنائس وتمكين النصارى من المشاركة السياسية وتبوأ
مراكز صناعة القرار، وقد اتهم التقرير الخبيث الجزائر بسوء معاملة المسيحيين
والتضييق عليهم في ممارسة الشعائر الدينية وحرية التجمع والقيام بالحملات
التبشيرية، وزعم التقرير الأمريكي أن الجزائر من بين الدول العربية الأكثر انغلاقا
على الديانات الأخرى، وقدر التقرير عدد المسيحيين في الجزائر بين 20 و100 ألف،
بينما قدر عدد اليهود بالمئات.
واتهمت كتابة الدولة للخارجية الأمريكية التي أعدت هذا
التقرير الخبيث الجزائر بتجريم التبشير لغير المسيحيين، حيث يعاقب القانون
الجزائري الداعين إلى الديانة المسيحية في الجزائر من غير المسيحيين بغرامة تصل
إلى 100 مليون وعقوبة 5 سنوات سجنا.
ومن الواضح أن التنازلات التي قدمتها الجزائر أو أبدت
استعدادها لتقديمها بخصوص "وكالين رمضان" والتعاطي مع اليهود والصليبيين
ليست كافية في نظر أمريكا التي تريد أن يختفي أتباع دين محمد من بلد المليون ونصف
المليون شهيد.
الشيخ. ب