يحدث بـ"ماتلاز" في السوقر
جزائريون لا يعرفون الكهرباء بعد 52 سنة من الاستقلال!
عبد القادر بن خليفة
هل يعلم وزير الطاقة السيد يوسف يوسفي أنه بعد 52 سنة من الاستقلال، وبينما تستعدّ الجزائر للاحتفال بمرور ستين سنة على اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة مازال هناك جزائريون يفتقدون "نعمة الكهرباء"؟.
يعرف وزير الطاقة، وغيرُه، بلا شك أن الحياة في المناطق النائية للجزائر المسماة بالعميقة، بالغة الصعوبة والتعقيد، ولكن أن يصل الأمر إلى حد وجود بيوت عائلات عديدة غير موصولة بالكهرباء، في بلد طاقوي بامتياز، يموّن جزءا كبيرا من أوروبا بالمواد الطاقوية المختلفة، فتلك كارثة حقيقية يتجرّعها بعيداً عن الأضواء سكان العديد من المناطق البائسة في الجزائر، ومنهم عدد غير قليل من سكان منطقة ماتلاز البدوية الواقعة ببلدية السوقر (26 كيلومتراً جنوب شرق عاصمة الولاية تيارت) الذين يكابدون ظروفا عسيرة جدا، يجعل الزائر للمنطقة يخيل إليه كما لو أن الجزائر مازالت تعيش في عهد الاستعمار الغاشم، حيث يبدو أن المنطقة وسكانها خارج دائرة اهتمامات السلطات المحلية المطالِبة بالالتفات إلى مطالب سكان ماتلاز الذين أكدوا أنهم لا يريدون مدارسَ ولا ثانوية ولا مسبحاً ولا مستشفى.. لأن أحلامهم لم تكبر بعد إلى هذا المستوى، فكل ما يريدونه حاليا هو التيار الكهربائي الذي تبقى عشرات العائلات الريفية بماتلاز ـ وخصوصا العائلات المقيمة بمزرعة لوماني مكي رقم 04 ـ محرومة منه، وكذا طريقا معبدا يسمح لهم بالتنقل إلى المدينة لقضاء حاجياتهم الأساسية بشكل أقل صعوبة.
ومن العجيب أن تعجز بلدية السوقر عن توفير الكهرباء لمواطنين يقطنون على بعد نحو خمسة إلى عشر كيلومترات عن المدينة رغم الأغلفة المالية المرصودة للتنمية المحلية، ورغم جهود السلطات لإخراج السكان من دائرة البؤس التي يعيشون فيها.
ولا شك أن الزائر لمنطقة ماتلاز يتفاجأ كثيرا بالمسالك الطرقية الوعرة، حيث يضطر أصحاب السيارات إلى تخفيض السرعة إلى أقل من عشرين كيلومتر في الساعة لكون الطرق المؤدية من مقر بلدية السوقر إلى منطقة ماتلاز غير معبّدة، وهي ترابيةـ صخرية، مليئة بالحفر والمطبّات، ويصبح السير بها شبه مستحيل في فصل الشتاء، حيث يضطر التلاميذ من أبناء المنطقة إلى الاعتماد على أرجلهم وتحدي الظروف المناخية الصعبة للوصول إلى مدارسهم.
وقد رفع سكان ماتلاز، لاسيما المقيمون بمزرعة لوماني مكي رقم 04، العديد من التظلمات والشكاوي للسلطات المحلية بالسوقر من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكنهم لم يجدوا أذانا صاغية، ويتمنون أن يكون لأحلامهم ومطالبهم مكان في المخطط الخماسي الجديد 2014 ـ 2019، لعلهم يستيقظون ذات يوم وقد أصبح بإمكانهم الاستمتاع بنعمتي الكهرباء والطريق المعبّد.