ـ الشيخ. ب ـ
"الهيلولة
الإعلامية" المثارة بشأن خطف المواطن الفرنسي إيف غوردال على يد مجهولين
ينسبون أنفسهم إلى تنظيم داعش الدموي يبدو أنها تفوق بكثير الضجة الإعلامية التي صاحبت
خطف أربعة دبلوماسيين جزائريين في مالي، انتهت مأساتهم بعد أزيد من سنتين بتحرير
اثنين منهم، ووفاة أحدهم، واستشهاد الدبلوماسي الشاب الطاهر تواتي ابن مدينة مسعد
بالجلفة..
لقد كان بمقدور
الجزائر أن تتفاوض مع خاطفي دبلوماسييها مباشرة، وربما كان بمقدورها تحريرهم لو
تفاوضت، ولكنهم تمسكت بعقيدتها الرافضة لكل تفاوض مع الإرهابيين، وهي عقيدة صنعت
لها هيبة ينبغي أن تدافع عنها الآن وهي بصدد مواجهة امتحان المواطن الفرنسي
غوردال..
خطف غوردال ـ إن
تأكد بأن الأمر خطف فعلا ـ جريمة بكل المقاييس، ومن واجب الدولة الجزائرية أن
تتحرك بكل ما أوتيت من قوة لتحريره من الأسر وإعادته إلى عائلته، وإثبات أن
الجزائر المسلمة لا تتخلى عن ضيوفها، ولكن من الواجب أيضا في المقال عدم فتح باب التفاوض
مع الدمويين، ففي النهاية غوردال ليس أهم من تواتي، ومع ذلك نرجو أن
تكون نهاية مأساة غوردال ـ إن لم يكن الأمر مجرد مسرحية ـ أفضل من نهاية مأساة
الشهيد تواتي.. !