فتح مفكرون عرب ومسلمون وغربيون
النار على التساهل الرسمي الغربي مع المتطرفين الذين يواصلون إساءتهم للإسلام
واستفزازاتهم للمسلمين، معتبرين هذا التطرف يساهم بشكل خطير في "صناعة
الإرهاب"، داعين إلى وقف استفزاز المسلمين من خلال التطاول على مقدساتهم، لأن
ذلك من شأنه أن يُنتج حالة من الغليان التي قد تؤكدي إلى ظهور إرهابيين ومتشددين
يقدمون على تنفيذ اعتداءات في مختلف المدن الأوروبية بدعوى الانتقام للرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم والذود عن الإسلام.
واتفق مفكرون منصفون موضوعيون
هنا وهناك على أن استمرار استفزاز المسلمين سيكون حجة بيد المتشددين لصناعة موجة
جديدة من الإرهاب، مشيرين إلى أن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام الغربية من خلال
إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعد حماقة كبرى
ومخاطرة غير مأمونة الجوانب..
وقال الدكتور أحمد نوفل في تغريدة على
"تويتر" "استفزاز مشاعر المسلمين لا تضمن ردود أفعالها، فما كل
الناس يملكون الحكمة ودقة الموازين وضبط المشاعر، فلماذا لا نلوم من يستفز؟.."
وأضاف
في تغريدة أخرى: من يجرؤ أن يستهزئ بحاخام واليهود 20 مليوناً في العالم، بينما
يُستهزأ برسولنا وقرآننا ونحن مليار ونصف المليار.. فلماذا؟!"
واعتبر
مثقفون فرنسيون وعرب أن "مجزرة شارلي إيبدو ينبغي أن لا تتحول إلى مبرر للحرب
ضد الإسلام والمسلمين"، فيما ذكر كاتب أمريكي أنه "يجب أن يتعلم الفرنسيين وكل العالم أن حرية
التعبير تنتهي عند بداية حدود اﻻديان..أنا ﻻ أشجع الفعل الإرهابي وﻻ ابرره ولكن
لكل فعل رد فعل يقابله يجب أن نفهم اليوم أن الدين الإسلامي شيء مقدس للمسلمين وأن
حب المسلمين لمحمد يفوق حبهم ﻻنفسهم سنتعرف ونقول بأن محمد هو النبي اﻻكثر حبا من
تابعيه المسلمين وحتى المسيح ﻻ يحبون عيسى كل هذا الحب أشعر بالتأثر مما يجري في
العالم ونحن السبب في ذلك هيا نحترمهم ونحترم دينهم وسنرى تغييرا ﻻ محالة في
تصرفاتهم".
وكتب الكاتب الصحفي الأمريكي ديفد بروكس قائلا:
"لست مع شارلي إيبدو.. لو حاول هؤلاء الإعلاميون نشر صحيفتهم الساخرة في أي
حرم جامعي أمريكي خلال العقدين الأخيرين، فإن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس سرعان ما
سيقومون بمنعهم من الاستمرار بالنشر وباتهامهم بالترويج لخطاب الكراهية".
من جانب آخر، صرّح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
تيسير خالد أن "مشاركة قادة الاحتلال الإسرائيلي في مسيرة الجمهورية في باريس
لا تحجب تاريخهم الإرهابي، ولا تمحو من الذاكرة صور مجازر الأطفال في صبرا وشاتيلا
وفي قانا والشجاعية وغيرها من المدن والقرى والمخيمات التي ما زالت شاهدة على
جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في المنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص".